لم يكن الفارق الوحيد أنني خلقت من نار وآدم من طين، هذا الطين جعلني أخاف من فضول عقله وقوة تأمله، كنت أكره آدم الذي يسأل عن كل شيء، الجشع للمعرفة، رغم ضعف جسده المهزوم أمام كل الحاضرين، من كل ذلك كنت الرغبة والحلم والفضول، إلى أن جاء آدم وجاء معه منافسي الوحيد، كنت أفعل ما فعلت، مهما تكرر المشهد، لم أستطع أن أراه يسمع ما سمعت، ويعرف ما أعرف، يعتقد أبناء آدم أن الشيطان يجلس على عرش من حجر، بملابس ممزقة، رغم أنني متقدم عليهم بمئات السنين، لكنهم يستهينون بالمجهول، سأملي عليهم علومي؛ لتكون سلاحًا يروي عطشي لدمائهم، وجحيمهم المنتظر...