الوصف
لقد كان العصر العباسي ومن ثمَّ الأموي في الأندلس هو العصر الذهبي لقيام النهضة الحضارية العربية الإسلامية في كافة المجالات والميادين:
السياسية، والعلمية، والفكرية، والدينية، والاقتصادية، والمعمارية بلا ريب. ويُعدُّ هذا العصر في الحقيقة هو بداية ظهور وتطور العلوم والفنون والأدب وغيرها في الحضارة الإسلامية، وظهور العلماء العرب والمسلمين حسب اختصاصاتهم بطبيعة الحال، وإسهاماتهم الجليلة في هذا المضمار. وقد استفادت الإنسانية في هذه الحقبة الزمنية الرائعة من الحضارة الإسلامية، لا سيما الغرب الأوروبي؛ الذي قامت حضارته فيما بعد على هذه الحضارة الرائعة، وأخذهم قصب السبق في ظهور وتطوُّر الحضارة الأوروبية والغربية بوجه عام في كافة المجالات في العصر الحديث، وهو ما يعرف لديهم بعصر النهضة الأوروبية. وقد أردنَا مِن خِلال كتابِنا هذا أن يكون مختصراً قدرَ الإمكان، وذلك من خلال إبراز عظمة تاريخ حضارتنا العربية الإسلامية، ليتعرَّف من خلالها أبناء العروبة والإسلام على منجزات علمائهم الأجلاء في كافة المجالات، ليتعلموا ويقتفوا أثر العلماء العرب والمسلمين في كافة اختصاصاتهم العلمية والأدبية، وليأخذوا قصب السبق مرة أخرى من أجل قيام النهضة الحضارية العربية والإسلامية المنشودة إنْ شاءَ الله. إنَّه نِعمَ المولى ونعم النصير. اللهم آمين.