الوصف
وصل الصحافيّ الفرنسيّ برنار دو لو إلى لبنان ليغطّي أحداث الحرب الأهليّة، أو لعلّ صدفة ما هي التي حملته إلى تلك القرية، في ذلك اليوم بالذات. كانت الدامور، على غرار قرى لبنانيّة أخرى، قد مسحتها القذائف. بين الأنقاض، سمع برنار صوت فتاة صغيرة تنادي "بابا". للوهلة الأولى، ظنّ أنّه يهذي وأنّ من ينادي هي ابنته ماريان التي فقدها في حادث مؤسف. فكيف به يتركها هناك، يتيمة، مشرّدة وفاقدة ذاكرتها؟
حملها معه وهرّبها من لبنان، وربّاها في باريس، العاصمة التي احتضنت لبنانيّين كثيرين. كبرت ماريان دو لو سعيدة، غافلة عن المعاناة، إلى أن التقت أحد أبناء بلدها الأمّ، فرأت في محيّاه وجوهًا مألوفة، وسمعت في صوته نغمات دغدغت أوتار قلبها، وأعادت إليها ذكريات فتاة اسمها وداد.