هذه المجموعة القصصية بعض من روحها – إن لم يكن جلّه – يرتكز على أحداث قد تقع على أرض الواقع، فهنا ما مِن فرسان بأحصنة بيضاء، ولا شيء مِن عالم الجنِّيات والسِّحْر، لكن الشخصيات الرئيسية هم بالفعل أبطال صارعوا المرض واليأس والإدمان. أبو الفتوح ومعاناته مع المرض والخرافة التي قضت عليه في النهاية ليصبح ضحية الجهل، هيام وجهينة وسارق لَعِين يسرق الحياة بالتدريج بين جدران المشافي والواقع، ورامي الشاب المرفَّه الذي وقع في حبال إدمان الخمور في مجتمع محافظ، وذاك الناجي مِن حريق التَهَمَ جُلَّ جسده مستلقيًا وحيدًا في المشفى يَعُدُّ أنفاسه الأخيرة دون أن يوصي.