الوصف
لم أعرف التشرّد في الشوارع فمكاني دوماً الأحضان، وضعي الآن اختلف تماماً، إذ أصبحت أتسكّع من رصيف إلى آخر، ومن زقاق إلى ممر، وحتى القيلولة التي كنت أنعم بها تحت هواء مكيف غرفة الصغيرة، حين شاهدني قط عجوز بالكاد تحمله قوائمه نظر نحوي طويلاً وهو يهز ذيله قائلاً: “مثلما راكمَ الدلال شحمَ أفخاذك، ستذيب لواهيب المدينة حتى هدب عيونك يا الأشهب”.