الوصف
أول ما اكتشفناه نحن المعنيون بالبحث عن أسباب الأزمة أن هناك أشياء كثيرة لا يعرفها الليبيون عن بلدهم، وخاصة نحن الشباب الذين نواجه عواقب الحرب، ولهذا فنحن لا نتحدث هنا عن قانون عام، بل نبحث معا عن أخلاقيات وقواعد الإنسان الليبي، الإنسان وليس المواطن، فالحالة الفوضوية التي ابتليت بها ليبيا منذ عام 2014، والتي ستستمر إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، جردت الليبيين من مفهوم الوطنية والولاء لوطنهم، بل وأبعدتهم عن بقية العالم، وأصبحوا مجرد أشخاص يعيشون في مجتمع يمر بأزمة وتحولات سريعة، ومن هنا أصبح من الضروري مناقشتها من زاوية لم تقدم من قبل. وكنتيجة لذلك، فإن هذا البحث، بالإضافة إلى أنه يكشف عن التاريخ الليبي، هو أيضًا بحث اجتماعي من وجهة نظر امرأة شابة - على الأقل كانت امرأة شابة أثناء كتابة هذا البحث - وتصوير لجذور أزمة ما بعد الثورة، مما سيقودنا بدوره إلى تحديد ما الذي يعيب هذا البلد الأفريقي المتوسطي الذي لم يساهم بأي شيء سوى الدمار للعالم.