يا عالم جميل إليك أكتب فاحملوا كلماتي إلى نفوسكم الطيبة.. من يراهم في الساحة الكبرى يظنهم واحدا، كأنه استبدل ظله بصديق يتبعه، أو أن روحه مليئة بالأنفاس، وهي تثور وتثور، فينشق جسده ليحررها، لكنها بقيت مقيدة به، تتبعه، تتنقل في الساحة، تدخلها وتخرج منها، تتجنب الناس، فلهم عالم لو غمس أطرافه فيه لاهتز، لا مكان له فيه، ليس الآن. الساحة واسعة، الناس كالأكل فيها أنواع، هو وصاحبه منهم وليس منهم، لا أحد يعرفه، وهكذا يليق به، كأنه سر متحرك، سر لم يدفن، ظاهر وظاهر، ولكن بفعل لعنة بقي ظله الداخلي مختبئاً، على ظهره يحمل الأمل، وفي حقيبته التي أراح فيها كتفيه ملاحظة على أوراقها ما أثقل عليها، فاستبدلها بحبر أخف.